ما الفرق بين المبرمج والمطور؟ وهل يمكن لأحدهما العمل دون الآخر؟
أثبت الإنترنت نفسه بقوة منذ بداية ظهوره في نهاية القرن الماضي. وتطورت الخدمات التي يقدمها للمستخدمين مع مرور الوقت، حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ من يومنا وأعمالنا المختلفة.
وقد يبدو الأمر مألوفًا نظرًا للتطور التكنولوجي الذي نعيش به، فلا شك أن الواقع الجديد قد فرض نفسه بمعطياته ومتطلباته المختلفة.
فظهرت مسميات وظيفية جديدة متعلقة بالشبكة العنكبوتية من جهة والأجهزة الذكية المختلفة من جهة أخرى.
ولعل أبرز ما يحتاجه هذا التطور التكنولوجي، هو وجود العنصر البشري لإضفاء روحِ مميزة بعيدًا عن الآلة، فكان وجود المبرمجين والمطورين ضرورةً لابد منها.
ونظرا للتطوير الذي حدث وكثرة المصطلحات الجديدة علينا اختلطت بعض تلك المطلحات علي البعض.
وربما اشهرها المساواة بين المبرمج والمطور والاعتقاد انهما وظيفة واحدة.
ولذلك دعنا نتعرف علي…
مَن هو المبرمج؟
يُعرف المبرمج (programmer) بأنه الشخص الذي يقوم بكتابة الأكواد أو الرموز المختلفة، والتي تخبر الحاسوب أو الجهاز الذكي بوظيفته ومهامه.
بمعنى أقرب إلى البساطة، يمكن اعتبار المبرمج مترجمًا مختصًا في لغة البرمجة، يسّهل التواصل بين العنصر البشري والآلة، من خلال الشيفرات البرمجية والأكواد.
اهم مهارات المبرمج
تعد البرمجة من أصعب الأمور التي يمكن تعلمها، كما أنها تشكل تحديًا صعبًا للكثير من الأشخاص.
ولكنها من أمتع المهارات التي يمكن تعلمها بالنسبة للمهتمين بالتكنولوجيا.
ويوجد طريقتين يمكن من خلالهما تعلم البرمجة ومهاراتها.
- الخيار الاول: الدراسة الأكاديمية في المعاهد والكليات المتخصصة في البرمجة.
- الخيار الثاني: فهو التعلم الذاتي الذي قد يحتاج مجهودًا أكبر من الطريق الأول، ويكون من خلال اتباع الدورات والدروس عبر المواقع الإلكترونية أو اليوتيوب او مواقع الكورسات واحيانا يفضل البعض كتب البرمجة.
وفي الحالتين ستحتاج إلى التدرب والتمرن المتواصل حتى تتقن تلك اللغات.
تجمع المهارات التي يجب أن تتوفر في المبرمج الناجح، مجموعة من الأمور السهلة والصعبة.
يمكن أن تكون مهاراتٍ يمكن تطويرها مع الوقت وهي قابلة للقياس، وأخرى شخصية متعلقة بقدرة الشخص على التعلم والتكيف وتطوير العمل.
وهنا أبرز المهارات التي يجب أن يعرفها كل مبرمج:
- معرفة جيدة بلغات البرمجة: هذه المهارة بديهية بالنسبة للمبرمج لأنها أساس عمله، ومع ذلك لا يُتوقع أن يعرف المبرمج كل لغات البرمجة لأنها كثيرة، وتعلمها ينبع من احتياجات المبرمج في عمله. ومن أشهر هذه اللغات التي يتقنها معظم المبرمجين، SQL و Java و C ++ و Python.
- معرفة شاملة بطرق عمل الحاسوب والويب: ذكرنا في البداية أن المبرمج هو مترجم يخبر الآلة بمهامها، باللغة التي تفهمها وهي لغة الأكواد والشيفرات. لذلك يجب أن يكون المبرمج الناجح ملمًا بالطرق التي يعمل بها الحاسوب والويب، بالإضافة إلى فهم المصطلحات والمفاهيم المختلفة في عالم التكنولوجيا الواسع.
- إجادة المهارات الرياضية: تشكل الرياضيات جزءًا كبيرًا وهامًا في عمل المبرمجين. حيث يتميز المبرمج الناجح بمهارة تطبيق علوم الجبر والحساب، واستخدامها بطريقة احترافية في البرمجة.
- القدرة على حل المشاكل: تعد هذه المهارة أساسية حتى يحقق المبرمج الناجح عمله بإتقان.
- مهارات التواصل الجيد: مع افراد الفريق والعملاء.
هناك الكثير من المهارات الاخري التي تحتاجها لتنجح في هذا الطريق اذا اردت ان تتعرف عليها بالتفصيل ربما قراءة موضوع اهم 15 مهارة علي المبرمجين اكتسابها سوف يفيدك.
نظرة أقرب على أبرز لغات البرمجة
يوجد مجموعة منوعة من لغات البرمجة المطلوبة، تتشابه فيما بينها في العديد من النقاط.
وتختلف بالوظيفة والغرض من استخدامها.
فعلى سبيل المثال تستخدم لغة SQL لتصبح مسؤول قاعدة بيانات، في حين يساعدك تعلم Java أو Swift إذا كنت تريد البدء في إنشاء تطبيقات الهاتف المحمول.
وفيما يلي نظرة أقرب على أبرز لغات البرمجة:
- Python: نبدأ هذه القائمة بلغة البرمجة الأشهر والأكثر انتشارًا Python. وهي اللغة التي تُستخدم في مجال علوم البيانات وتطوير البرامج والتطبيقات، كما تلعب دورًا كبيرًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ( تعرف علي اهم تطبيقات لغة بايثون ).
- CSS / HTML: تختص لغة CSS في تطوير الواجهة الأمامية في الويب، حيث تستخدم هذه اللغة مع HTML لتصميم صفحات الويب التي نستخدمها يوميًا. وعلى الرغم من وجود الكثير من الاختلافات بين اللغتين، إلا أنهما مكملتان لبعضهما البعض.
- JavaScript: تُعرف JavaScript بأنها لغة برمجة متعددة الاستخدامات. كما أنها لغة البرمجة الأولى التي يتعلمها معظم المبرمجين. فهي تستخدم لتطوير واجهات الويب الأمامية والخلفية، بالإضافة إلى تصميم وتطوير الألعاب الإلكترونية وكذلك الروبوتات.
- Java: تُعد لغة Java من لغات البرمجة سهلة التعلم، فهي الخيار المفضل للمبتدئين في عالم البرمجة. وهي لغة واسعة الانتشار ومتعددة الاستخدام، تشكل الأساس في تطوير تطبيقات الهاتف المحمول وكذلك برامج الويب الخلفية.
مَن هو المطور؟
يُعرف المطورون ( developers) بأنهم الأشخاص الذين يُنشئون مواقع الويب، وكذلك يحللون احتياجات المستخدم لتحسين تجربتهم أثناء تصفح الويب أو استخدام التطبيقات المختلفة.
وتشمل مهام المطور الأساسية كتابة وتحليل صفحات الويب، بالإضافة إلى تحديد المشاكل والبحث عن الحلول المناسبة لها.
كما يقوم المطور بتحويل الوسائط المتعددة إلى تنسيقات ويب متوافقة.
مهارات مطور الويب الناجح
من الطبيعي أن يتمتع مطور الويب الناجح بعدد من المهارات التي يمكن تعلمها وتطويرها.
والحقيقة أن وظيفة مطور الويب في عالم التكنولوجيا، تحاكي ولو بصورةٍ تعبيرية عمل المعالج أو الطبيب في العالم الواقعي.
وهي أمور أبعد من التصميم أو فهم احتياجات الأشخاص والآلة على حدٍ سواء.
لذلك إليك أبرز المهارات التي يجب أن تتوفر في مطور الويب الناجح:
مرونة في التعاطي مع المشاكل والمهارة لحلها
لا يخفى على أحد الكم الهائل من المشاكل والأخطاء التي قد تحدث في عالم الويب باستمرار.
حيث تتعلق هذه المشاكل بالويب نفسه أو بالاتفاقيات والقوانين الإلكترونية وخاصةً في مجال العمل والبيع والشراء عبر الانترنت.
كما يواجه مطورو الويب مجموعة من المشكلات التي ترتبط بتجربة المستخدم وما يمكن أن يواجهه خلال استخدامه للويب.
لذلك تكمن مهمة المطور الرئيسية في صقل مهاراته في حل المشكلات، من خلال التدريب والبحث عن حلول مرنة ومناسبة لكل مشكلة.
مهارة التفكير الناقد والمنظم
يعد العمل لساعات طويلة على إيجاد حلول للمشاكل، ومن ثم العودة إلى نقطة الصفر والبدء من جديد، من أكثر الأمور الشائعة التي لا يعرفها الكثير من الناس في مهنة مطور الويب.
لذلك يلعب التفكير الناقد دورًا في تقليص الوقت والجهد الذي يمكن أن يستغرقه مطور الويب أثناء عمله من جهة، وترتيب أفكاره ومهامه من جهة أخرى.
الإبداع والابتكار والتفكير الخلاق
تأتي هذه المهارة من مبدأ “المفاتيح القديمة لا يمكن أن تفتح أبواب جديدة”.
وبما أن عالم الويب مليء بالمفاجآت والأمور الجديدة، يجب أن يمتلك المطور الناجح مهارة التفكير المبدع في كل مرة يواجه فيها مشكلة.
كما تساعد هذه المهارة في تطوير وتحسين تجربة المستخدم، فكل يوم في عالم التكنولوجيا يساوي بداية جديدة لا تشبه ما سبقها من تجارب.
مهارات التواصل
ربما تكون مهارات التواصل من أكثر المهارات المشتركة بين كل الوظائف تقريبًا.
لكن الاختلاف هنا هو أن تواصل مطور الويب يزداد صعوبة، بسبب تعامله مع عدد كبير من الأشخاص المختلفين وغير المعروفين وهم مستخدمو الويب.
لذلك يجب أن يبتكر مطور الويب طرقًا سهلة وسلسلة للتواصل وفهم احتياجات المستخدمين، وبالتالي تحسين تجربتهم.
مهارة تعدد المهام
يجد المطورون أنفسهم أمام عدد كبير من المهام المتكاملة، التي يجب أن تُنجز في وقت واحد أو متقارب.
لذلك يعرف المطور الناجح أبرز الطرق للتبديل بين المهام والمشاريع المتعددة، الأمر الذي يحقق توازنًا في عمله من جهة، ويختصر الوقت في حل المشكلات من جهة أخرى.
أنواع مطورو الويب
يوجد عدد من المسميات الوظيفية التي تندرج تحت مهمة المطور.
وهي تختلف فيما بينها حسب الوظائف والمهام والخبرات اللازم توفرها.
حيث خلق التنوع في عالم الويب مهامًا كثيرة ومتكاملة، تضمن استمرار عمل المواقع الإلكترونية والتطبيقات بطريقة صحيحة واحترافية.
لذلك نلقي نظرة أقرب على أنواع مطوري الويب وهم:
- مطورو الواجهة الأمامية Front-end developers: إن المهمة الرئيسة التي يقوم بها مطورو الواجهة الأمامية، هي تطوير وتصميم واجهة الويب الأمامية، حيث تُعرف الواجهة الأمامية بالشكل الذي يراه المستخدم على شاشته. وتكون مهمة مطور الويب هنا أن يدمج لغات الترميز والتصميم والنصوص، حتى يصل إلى التصميم الذي يخدم المستخدمين ويلبي احتياجاتهم المختلفة.
- مطورو الخلفية Back-end developers: يعمل مطور الخلفية على بناء التكنولوجيا اللازمة لتشغيل المكونات اللازمة لعمل موقع الويب. لتشكل عنصرًا متكاملًا مع الواجهة الأمامية وبالتالي تحقيق أفضل تجربة للمستخدم.
- مطورو Full-stack: وهم المطورين المتخصصين في كلا من الواجهتين الامامية والخلفية.
- مطورو جافا سكريبت: تحدثنا في الفقرات السابقة عن لغة الجافا سكريبت وأهميتها في عمل جميع المواقع الإلكترونية والتطبيقات. كما تمنح لغة الجافا سكريبت المطورين القدرة على التحكم وإنشاء المواقع الإلكترونية وتحسين واجهة وتجربة المستخدم.
هناك العديد من المجالات التي يمكنك العمل بها كمطور ولكن دعني ارشح لك اكثر مجالات البرمجة طلبا في سوق العمل حتي تحدد طريقك من البداية.
الفرق بين المطور والمبرمج
بعد أن تعرفنا على مهام ومهارات كل من المبرمج والمطور، سنتعرف على الفروقات التي تجعل من مفهومي البرمجة والتطوير مفهومين مختلفين ومتكاملين في الوقت نفسه.
حيث:
- يعمل المبرمج على تصميم الأكواد والشيفرات التي تعطي حياةً للبرامج والتطبيقات.
- في حين يكون مطور الويب أقرب بوظيفته إلى المصمم الذي يطور البرامج المختلفة، حتى يضمن أفضل طرق تفاعل المستخدمين معها.
ومع ذلك توجد مجموعة من الاختلافات بين المطورين والمبرمجين تتعلق بالواجبات والمسئوليات والمهارات المطلوبة.
الاختلافات بينهما:
- يقضي المبرمج وقته في بناء الأكواد وتطويرها وكذلك تبسيط كل رمز وشيفرة، لتقليل فرص حدوث الأخطاء والمشاكل.
- في حين يستغرق المطور وقته في البحث عن الطريقة الأمثل لعمل هذه الأكواد، حتى تصل إلى المستخدم بأبسط وأجمل الصور.
- اجر المبرمج تقريبا 85 الف دولار سنويا ( تبعا للمعدل العالمي ).
- في حين يتقاضي مطور الويب حوالي 102 الف دولار سنويا.
أي أن المطور هو الذي يهتم بالصورة النهائية لما نراه عبر شاشاتنا.
والان دعنا نتعرف علي…
اوجه التشابه بينهما:
- يشترك المبرمج ومطور الويب في بيئات العمل، نظرًا لتكامل المهام الوظيفية الموكلة للطرفين.
- كما يعد الإلمام بلغات البرمجة الأساسية، شرطًا هامًا لكل مبرمج أو مطور للويب، على الرغم من أن هذا الأمر مرتبط بصورة أكبر بالمبرمج.
- بالإضافة إلى وجود مهارات أخرى يجب أن تتوفر في المبرمج والمطور، مثل هياكل قواعد البيانات ومهارات إدارة المشاريع.
- ولا تقتصر المهارات التي يجب أن تتوفر في المبرمج والمطور على المهارات التكنولوجية والتقنية، بل يتطلب إنجاز هذا النوع من الأعمال، مهارات التعاون والعمل ضمن الفريق وكذلك التواصل الفعال.
فكل تلك المهارات هامة لإخراج موقع إلكتروني أو تطبيق يلبي احتياجات المستخدمين.
في النهاية نجد أن عمل المبرمج لا يكون كاملًا ومحترفًا دون وجود مطور ويب مبدع، فمواطن التشابه بين المهنتين أكثر من نقاط الاختلاف إن وجدت.
فبذلك نجد أن وراء كل موقع إلكتروني ناجح، فريق مبدع من المصممين والمبرمجين.
وأن كل تطبيق أو برنامج نستخدمه براحة كبيرة وسهولة تامة، قد صُنع بأيدي أشخاص اتبعوا شغفهم في التكنولوجيا والعلم، للوصول إلى معطيات حياتية أسهل وأبسط تجعل العالم مكانًا أفضل وأسعد.
والان بعد ان تعرفت علي الفرق بين المبرمج والمطور….
اخبرني ما الدور الذي تري انه اكثر اهمية؟
ما الذي تفضل ان تقوم به؟
0 تعليق