تتساءل كيف يمكنك ان تصبح كاتب محتوى؟
جُملتي القادمة ستبدو بديهية ولا تستحقُّ الذكر..
لكن اسمح لي بمشاركتك إياها هنا في المقدمة؛ تذكيراً لك، ولتحملها نصب عينيك دافعاً في كل ثانية.
“إنّ تطويرك لموهبتك -أيّاً كانت- بإمكانه أن يفتح لك أبواباً موصدة، ويصنع لك فرصاً جديدةً كل يوم”
وخاصةً في عالم ما بعد الوباء، حيث أصبح التحول الرقمي في تزايدٍ مستمر، مما أتاح إمكانية العمل عبر الإنترنت لمعظم -إن لم يكن كل- المجالات.
لذلك إن كنت تملك كاتباً صغيراً في داخلك، تابع معي هذا المقال، سنأخذ هذا الصغير في رحلةٍ إلى النور.
الكتابة ليست حدثاً منفصلاً عن غيره، بل هي مرحلةٌ ونتاجٌ لسلسلة من الأحداث والخطوات التي تسبقها.
قبل أن تُحضر قلمك وورقتك وتخوض في الكتابة، تعال لكي نؤكد في البدء على هذه النقاط التمهيدية المهمة..
الجزء الاول: مهارات ما قبل البدء لكاتب المحتوي المحترف
حتي تصبح كاتب محتوي مميز ومحترف عليك دائما ان تطور الاساسيات وتبني عقلية كاتب المحتوي لديك.
ويمكنك ذلك بالتأكيد فقط….
1- اعرف قيمةَ ما تملك
على الرغم من رواج المقاطع المرئية، وأنّها كانت أكثر أنواع الوسائط التي تم استخدامها في التسويق بالمحتوى عام 2021، إلا أنّ ذلك لن يكون أبداً سلباً على الكتابة، الكُتّاب أو على قيمة المحتوى المكتوب..
كيف ذلك؟
كلُّ أشكال الوسائط المستخدمة على الإنترنت وعلى وسائل التواصل الإجتماعي لابدّ أن تبدأ بفكرةٍ مكتوبة..
جملةٌ جاذبةٌ على لوحٍ إعلانيّ، شعارٌ خاصٌ بشركةٍ معينة، نصٌ بين يدَي مؤدٍ صوتيٍّ أو مذيع، كلماتٌ ستُلحّن وحوارٌ سيتمّ عرضه في مسرحيةٍ أو فيلم…الخ.
ونحن لم نذكر بعد المحتويات التي تظهر بنفس شكلها المقروء:
- المنشورات التفاعلية والإعلانية على وسائل التواصل
- المقالات والبحوث العلمية
- الصحف والأخبار المختلفة
- الشعر والقصص
- والكتب
لذلك مهما كان شكل المحتوى النهائي، فستبقى الكتابة هي الأساس الذي لا غنًى عنه.
ومعرفة أنواع الكتابة خطوة اساسية قبل الدخول الي هذا المجال لتحديد النوع الافضل لك.
من المهم ايضا ان تحصل علي كورس مميز لتتعلم كل الاساسيات..
ولذلك جمعت لك افضل كورسات كتابة المحتوي علي الانترنت في موضوع واحد يتطلع عليها.
2- اصنع من الكتابةِ عادةً دائمة
كأيّ مهارةٍ أخرى يتطلب إتقان الكتابة ممارسةً مستمرة، وانا أقرأ أفكارك الآن وأعلم أنك تتساءل “عن أيّ موضوعٍ يجب أن أكتب؟”
اكتب يا صديقي عن ما تُتقن أو ما يُثير اهتمامك، اكتب عن يوميّاتك، اكتب نقداً لفيلمٍ شاهدته أو كتابٍ قرأته، اكتب على دفترك الخاص وعلى صفحات وسائل التواصل.
المهم هو أن تستمر بالكتابة، ستصقل موهبتك وتبني نماذجاً لتعرضها عند التقديم للوظيفة.
ثمّ لا بأس بفتراتٍ من الراحة كلّ حينٍ وآخر إن أحسست بحاجتك لها.
سأقرأ أفكارك مرةً أخرى، أنت متردد الآن ما إذا كنت ستستطيع الإلتزام بهذا التدريب المستمر وكيف ستجد له كل ذلك الإلهام؟
تابع معي للنقطة القادمة..
3- انغمس في كلّ ما هو “كتابة”
كما لكلّ نوعٍ من المعلومات المُستخرجة (output) بيانات إدخالٍ أولية (input).
وكما أنّ هناك ما يُسمى ب”التغذية البصرية” في مجالات التصميم الجرافيكي.
يوجد هنا أيضاً أهميةٌ كبرى لهذا المفهوم في مجالات الكتابة.
تشكّل القراءة نافذةً كبرى لهذا المفهوم، فيجب أن تقرأ لتزيد من معرفتك بأساليب الكتابة المختلفة وقواعدها، ولشحذِ بلاغتك ومهاراتك اللغوية، ولتتذوّق من فنونها إلهاماً لأفكارٍ جديدة.
وبالتأكيد انضمامك لمجتمعات الكتّاب في وسائل التواصل الإجتماعي يدعم هذه النقطة.
إذ أنّ تواجدك مع من سبقك في المجال وتفاعلك معهم بشكل مستمر، يتيح لك فرصاً أفضل للتعلم عبر الاستفادةٍ من خبرتهم وتعليقاتهم، وصولاً إلى التعاون في السوق والعمل.
4- تعلّم كيف تبحث وطوّر معرفتك العامة
اعلم يا صديق أنك عندما تقرأ لتتقن الكتابة -كما أوصيتك في النقطة السابقة- فإنك وبشكلٍ ما ستتعلم القراءة نفسها.
إذ أن بحثك عن المعلومة سيُكسبك خبرةً في إيجاد المصادر الموثوقة، وسيعلمك الصبر على القراءة والتعلم، ويمنحك ثقافةً ومعرفةً غنيةً في مجالات عديدة، ستزيد من مقدرتك على اكتساب المزيد من المعلومات، وسيجعل الكتابة لديك أيسر من ذي قبل، وسيصبح منتوجك المكتوب أكثر دسامةً في المحتوى وبساطةً في الشكل.
واسمح لي أن أذكرك هنا بأهمّ هذه المعارف، ألا وهي “اللغة”، عربية كانت أو إنجليزية أو غيرها.
كلما اهتممت بها وبإتقانها والتركيز فيها عند الممارسة، كنت أبعد عن الوقوع في الأخطاء الإملائية والقواعدية والتعبيرية، التي لن تُفسد الشكل فحسب…
بل ربما -إن زاد إهمالها- غيرت المعاني أيضاً!!
5- افهم جمهورك
مهارتك في البحث عن المعلومات ستساعدك هنا بشكلٍ مباشر، حيث أنك ستبحث عن جمهورك المُستهدف..
- من هم؟
- ما الذي يبحثون عنه؟
- ما الذي يحبونه وماذا ينفّرهم؟…
وغير هذه الأسئلة التي ستساعدك الإجابة عليها بشكل كبير في صياغة المحتوى الأنسب.
وصياغة نبرة الصوت الملائمة..
وبالتالي بناء علاقةٍ تفاعليةٍ مع من تستهدفهم.
6- تميّز بخطّك
اطّلاعك على كتابات من سبقوك سيُكسبك القواعد الأساسية والإطار العام، وستتذوق إبداعهم فيها.
ولكن ذلك لا يعني تقليدهم البتّة.
إذ أنّ للمهنة أخلاقها في عدم أخذ مجهود الغير دون ذكرهم.
ومن جانبٍ آخر فإنّ تقليدك لغيرك لن يجعلك مفضلاً دونهم في سوق العمل.
لابدّ أن يكون صوتُك واضحاً بين السطور، وأن يكون لكتاباتك توقيعاً خاصاً تُعرفُ به حتى وإن لم تقترن باسمك.
لكن لا تتعجّل الأمر؛ ستنضج نبرتك الخاصة على نار هادئة بشكلٍ أفضل، وربما دون أن تتعمّدها، فالمهم هو أن لا تقلّد بالحرف.
ستتّضح لك أهمية هذه النبرة بصورة أفضل إن عملتَ لصالح مؤسسة أو شركة لها هويتها الخاصة.
فالهوية -التي تُذكر في عالم التصميم- لا تقتصر فقط على الألوان والأشكال المستخدمة في التصاميم والديكور…
بل إنها تشمل أسلوب الكتابة واللغة التي تعكس بها الشركة نفسها للمتابعين والعملاء.
7- تابع ما يدور حولك
بالتأكيد لن تكون نصيحتي بأن تنشغل عن أهدافك الأساسية وتطويرك لنفسك بأمورٍ لا نفع منها.
لكن ربما إن كانت ذات نفع استحقّت منك أن تلتفت إليها وقتاً يسيراً…
بقليلٍ من التفكير خارج الصندوق، يمكنك أن تستفيد من الأخبار الرائجة وتخلق بينها وبين أهدافك الرئيسية علاقة، ترفع بها من انتشار محتواك ووصوله.
بالإضافة إلى أنها ستعكس لمن يقرؤونه مدى اطّلاعك على آخر الأخبار، ومعرفتك بما يُثير اهتمامهم، وقربك منهم.
وبالتالي ستقوى ثقتهم بك، وسيزداد دعمهم وتفاعلهم مع ما تكتب.
إذا وصلت معي إلى هنا، وعقدت العزم على تطبيق النقاط الأساسية السابقة، فسأستطيع القول أنّ مجهودي في هذا المقال قد آتى ثماره بفضل الله.
وفيما يلي بعض النقاط التطبيقية البسيطة، التي تستطيع تنفيذها بحضور الورقة والقلم..
اهم نصائح أثناء كتابة المحتوي علي كل كاتب الانتباه لها
والان مع الخطوات العملية لتصبح كاتب محتوي متميز ومختلف…
8- اختر عنواناً جذاباً
وسط بيئة الإنترنت المليئة بالمشتتات، أمامك فقط ٨ ثوانٍ لتُقنع الزائر باستثمار وقته في قراءة محتواك.
وهذه الثواني تتطلّب منك أنت استثمار وقتك في انتقاء العنوان الأنسب، والجملة الأولى المحفّزة والمثيرة للتساؤلات.
ولا تنسَ أنه بإمكان الزائر عدم مواصلة القراءة والمغادرة في المنتصف، حتى وإن تمكّنت من جذب انتباهه في البداية.
لذلك احرص على إجابة التساؤلات التي خلقتها في الجملة الأولى، وأن تقود القارئ للدخول في تساؤلات جديدة تدفعه لإكمال القراءة بحثاً عن إجاباتها.
9- لا تتشتّت
إن المفاهيم والعلوم بشكل عام تترابط بطريقةٍ أو بأخرى.
وحرصك على تمليك المعلومة الكاملة للقارئ ربما يؤدي بمحتواك في النهاية ليبدو مثل أفرعٍ متشابكةٍ بلا أصل.
وأقرب مثالٍ يمكنني ذكره هي محاولاتي الآن لأكتب لك فقط عن الكتابة، رغم تداخلها مع التسويق وارتباطها بمفاهيم عديدة، وتشعُّبها لأنواع مختلفة!!
لكن لهذا المقال هدفٌ واحد، والبقية ستأتي من بحثك مع الوقت، وسنكتب لك عنها في مقالات أخرى بإذن الله.
لذا كحلٍ لهذه المشكلة سيكون التدريب المستمر -الذي أوصيتك به سابقاً- علاجاً ناجحاً.
مع حرصك أثناء الكتابة، كلما حِدت عن المسار أن تعود مرةً أخرى.
10- اضبط أوتار قلمك
المحتوى -بأشكاله المختلفة- لا يوصل الفكرة التي بين طيّاته فقط، بل مع الاستمرار سيساعد في تكوين علاقة قوية بين الجهة صاحبة المحتوى ومتابعيها.
وتحقيق هذا الهدف لا يكون إلا إذا تميّز المحتوى عن غيره، بشكله ولونه وصوته وأسلوبه، بل وحتى في المشاعر التي تصاحبه.
وهذا يتطلب منك -كما أسلفنا- أن تتميّز بكتاباتك، أو أن تدرس الجهة التي تعمل عندها جيداً لتلتزم بأسلوبهم.
بالاضافة الي فهم عميلك ايضا لتفهم الاسلوب الذي يحتاج اليه.
11- اكتب كأنك تتحدّث إلى صديق
كُن بسيطاً..
لا تستخدم الكلمات المعقدة صعبة النطق والفهم، طوّع اللغة واستخدم مترادفاتها السهلة الواضحة، تخيّل أنك تشرح لصديقك ثم اكتب.
هذه هي الطريقة الوحيدة لتكسب جمهور وتصبح كاتب محتوي محترف.
12- استبدل علامات الاستفهام بالنقاط
في الأغلب يكون بحثنا على الإنترنت أو على وسائل التواصل بهدف الوصول إلى إجابةٍ عن سؤال أو حلٍ لمشكلةٍ معينة.
ودراستك لقرّاء محتواك قبل الكتابة، ومعرفتك لأسئلتهم، ستمكّنك من توفير الإجابات الشافية لهم عبر كتاباتك، وستُظهر محتواك من ضمن الحلول المقترحة لهم عند بحثهم.
لذلك النصيحة الان ان توفر اجابات مختصرة ومفيدة جدا لقراءك.
13- كن ناقداً
بعد أن تنتهي من كتابة محتواك لا ترسله مباشرةً، دعه في مكانه واذهب للقيام بنشاطٍ آخر، عُد له بعد فترة واقرأه بعينٍ ناقدة.
ستكتشف بعض الأخطاء الإملائية والقواعدية..
وربما يأتيك الإلهام لعبارات أفضل من التي كتبت، فعدّل نسختك الأولية وكرّر ذلك حتى تطمئن، كما يمكنك قراءته لمن تثق برأيهم، ثمّ ارسله فور انتهائك.
مصادر اضافية
هناك بعض المصادر الاضافية التي اعتقد انها سوف تساعدك في معرفة اجابة كيف تصبح كاتب محتوي.
هذه المصادر قمت بكتابتها وشرحها بالتفصيل لمساعدتك علي فهم المجال:
- افضل مواقع تعلم الكتابة السريعة
- ما هي أنواع المقالات؟
- كيفية الربح من كتابة المقالات
- الدليل الشامل في كتابة المقالات باجر
- افضل مواقع عربية مربحة لكتابة المحتوي
- دليل إيجاد وظائف كتابة محتوى عن بعد
- how to write headlines that work من موقع copyblogger
وختاماً يا صديق، فإنّ وصولك معي إلى النور هنا، يعني اهتمامك واستعدادك لرحلاتٍ أوسع في مقالاتٍ قادمة، ستجعل منك في كل مرةٍ كاتباً أفضل.
وإن كانت لديك أيُّ أسئلةٍ أو استفسارات، شاركنا إياها في خانة التعليقات، وسنكون سعداء بالإجابة عليها.
0 تعليق