من هو المونتير وما هي اهم المهارات التي يجب ان يمتلكها؟
لقد شهد العالم طفرة نوعية في التكنولوجيا الحديثة، حيث عصف التطور التكنولوجي بكل أشكال الحياة التقليدية ليستبدلها بأنماط حديثة.
وقد شمل هذا التطور العديد من مجالات الحياة، ومن بينها مجال التصوير السينمائي وهو الذي حل ضيفا على هذا العصر في أواخر القرن 19.
وقد تطور الأمر لدرجة هائلة إلى أن ظهر مصطلحات جديدة في الساحة السينمائية مثل “المونتاج” ومسميات وظيفية جديدة مثل “المونتير”.
وهذا ما سنتطرق إليه في مقالنا لهذا اليوم بإذن الله، فيا ترى ما هي مهارات المونتير ؟ و ما هو المونتاج ؟ وما العلاقة بينهما؟ كل هذا وزيادة تجدون جوابه في بقية محتويات المقال. فتفضلوا بالمتابعة معنا!
ما هي العلاقة بين المونتاج و مهارات المونتير ؟
تتمثل هذه العلاقة في كون المونتير هو الشخص الذي يزاول عملية المونتاج؛ وفي كون المونتاج هو مهنة المونتير وعمله. هذان المصطلحان مرتبطان ببعضهما لدرجة كبيرة، بحيث لا يمكن لأحد الاستغناء عن الآخر؛ وهنا تتمثل العلاقة بينهما.
قد ترغب في معرفة: افضل برامج تصميم فيديوهات للكمبيوتر والاندرويد والايفون ( 18 برنامج )
ما هو المونتاج ؟
المونتاج هو كلمة من أصل فرنسي (Montage) وتعني بلغتنا العربية الدمج والتوحيد، وهي عملية دمج لقطات مع بعضها البعض لتكوين فيديو مكتمل وفق إطار زمني محدد وبإضافة بعض المؤثرات السمعية والبصرية التي تضفي على الفيديو جمالية أكثر.
وعملية المونتاج لا تشمل الدمج فحسب، وإنما تشمل أيضا التخلص من اللقطات الرديئة التي لا تتناسب مع السيناريو المحدد للفيديو.
الشيء الذي يجعل الفيديو نظيفا ومنظما ومنسقا بشكل منطقي وكامل.
كما أن هناك قاعدة أساسية في المونتاج وهي: أن المونتاج كلما كان غير ملحوظ دل ذلك على احترافية ذاك المونتاج!
اقرأ أيضا: UX/UX-Design .. أوجه الاختلاف والتشابه
تاريخ ظهور المونتاج
كان أول ظهور للمونتاج عام 1898 عندما تم إنتاج الفيلم البريطاني الصامت Come Along, Do.
حيث كان أول فيلم يحتوي على أكثر من مشهد متحرك واحد.
وكان هذا الفيلم بمثابة تدشين لمجال المونتاج حيث بعد ذلك وخصوصا في بداية القرن 20 بدأ المنتجون السينمائيون بابتكار مؤثرات سينمائية متنوعة وأبرزهم المخرج Georges Méliès الذي تمكن من اختراع بعض المؤثرات السينمائية.
وقد استمر هذا التدشين عندما أنتج المخرج Edwin Porter فيلمه الأول باسم The Great Train Robbery الذي كانت مدة عرضه محصورة في 12 دقيقة فقط! وقد كان أول فيلم على الإطلاق يعتمد تقنية Cross Cutting التي تتيح لك التنقل بين مشهدين يقومان بعرض حدثين مختلفين في وقت واحد كما نرى في جميع الأفلام المعاصرة.
ولم يقف المونتاج عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك إلى تصوير العديد من الأفلام وابتكار العديد من التقنيات السينمائية. ومع عاصفة التكنولوجيا هذه، أصبح المونتاج مجالا يضرب له ألف حساب.
ما هو المونتير ؟
بعد أن تطرقنا إلى مصطلح المونتاج وأبرزنا ماهيته وأهميته في المجال السينمائي، جاء الدور على المصطلح الذي يعتبر نظيرا للمونتاج وهو مصطلح “المونتير”.
المونتير هي كلمة من أصل فرنسي Monteur وهي تعني الشخص الذي يقوم بالمونتاج؛ أي يقوم بدمج اللقطات فيما بينها بشكل متناسق ووفق إطار زمني محدد وسيناريو منظم مع حذف اللقطات غير الضرورية وإضافة مؤثرات تضفي الجمالية اللازمة للفيديو.
وبالحديث عن المونتير فهناك نوعان من المونتيرز:
- النوع الأول: هو الذي ينفذ التعليمات التي جاءت في سيناريو الإخراج بحذافيرها.
- النوع الثاني: هو الذي يخرج قليلا عن هذه التعليمات ويضع بصمته الخاصة، وهذا النوع هو المنتشر بكثرة حاليا. حيث يشترط في كثير من المناسبات أن يكون المونتير ذا تفكير إبداعي وأفكار خارج الصندوق.
كما أن لدى المونتير مميزات ومهارات تميزه عن سواه، وهذه المهارات إن لم تتوافر في هذا المونتير فلا فائدة من كل مجهوداته التي يقوم بها.
اقرأ أيضا: افضل 70 موقع فري لانسر يمكنك العمل عليهم
مهارات المونتير
في هذه الفقرة سيتم التطرق إلى أهم المهارات التي يجب أن يتميز بها المونتير.
وهذا حتى يكون كفؤا بما فيه الكفاية لمزاولة عملية المونتاج.
المهارة الأولى: التعامل الصحيح والسليم مع قطع اللقطات
مما لا شك فيه أن قطع اللقطات ودمجها هو وظيفة كل مونتير، لكن ليس كل مونتير يؤديها على أكمل وجه.
يجب على المونتير أن يكون حكيما في عملية قطع اللقطات، بحيث يزيل جميع تلك اللقطات الثانوية حسب مدى احتياجها لتعديلات.
ليس كل شخص يقوم بدمج اللقطات وقطعها هو مونتير، فأن تكون مونتير فهذا يتعلق بمدى الجودة التي تقدمها في المونتاج.
وكذا أن تمتلك إبداعا فكريا وعقلية خارج الصندوق التي ستساعدك في إعداد مونتاج إحترافي بلا شك.
المهارة الثانية: تقديس الوقت في التعامل مع اللقطات من أهم مهارات المونتير
هناك أمر آخر مهم للغاية يجب توفره في المونتير، وهو أن يتعامل مع الوقت بشكل لائق ومناسب.
كل لقطة تحتاج أن يتم تأطيرها ضمن إطار زمني محدد مناسب لها، والمونتير يجب أن يتمتع بحس الإبداع وأن يعرف كيف يجذب المشاهد بهكذا تقنيات.
في المقابل يجب عليك ايضا أن تتجنب قدر الإمكان الإطالة في اللقطات.
صحيح أن اللقطة يجب أن تأخذ حقها من الوقت، لكن الإطالة المفرطة ستدمر تماما جمالية هذه اللقطات وتجعل المشاهد ينفر من المونتاج الخاص بالمونتير.
تعرف علي: افضل دورات الكمبيوتر المطلوبة في سوق العمل
المهارة الثالثة: التسلسل المنطقي للأحداث من أهم مهارات المونتير
وتعد هذه المهارة من أهم ما يجب أن يتقنه المونتير في سبيل جعل أعماله ذات صبغة إبداعية ممتعة حيث أن تسلسل الأحداث وتنظيمها وفق سيناريو منسق بشكل جيد يعطي المشاهد انطباعا إيجابيا لاستكمال المشاهدة.
وهنا يتضح لنا الفرق بين مونتير ملتزم بالسيناريو بحذافيره و مونتير له الحرية في الإبداع والخروج عن السيناريو كيفما يشاء وكيفما يرى الأمر مناسبا.
في المقابل يجب تجنب دمج الأحداث بشكل عشوائي دون مراعاة التسلسل والتناغم بين الأحداث، فيجب على المونتير أن يدرك أن الانطباع الأولي للمشاهد هو الهدف الأسمى في سبيل تحقيق نجاح في المونتاج الخاص به.
لذلك كلما كانت الأحداث متسلسلة بشكل منظم كلما زادت فرص إعجاب المشاهد بأعمال المونتير.
اقرأ أيضا: عيوب الفريلانسر ( واهم 9 مشاكل سوف تواجهها )
المهارة الرابعة : الإلمام بكل صيغ الفيديو وأنواع الجودة السينمائية
قبل مزاولة عملية المونتاج، فالمونتير لا بد له أن يكون محيطا بكل أنواع درجات الجودة المتوفرة أو Resolution.
لأنه عادة في بداية عملية المونتاج فإن المونتير يقرر منذ البداية بأي جودة سيتم استخراج المونتاج، وهنا سنوضح درجات جودة الفيديو المتواجدة في الساحة السينمائية.
- أول درجة من الجودة هي الجودة القياسية (SD) التي تكون فيها الجودة شبه متوسطة.
- ثم تليها الجودة المحسنة (ED) التي تكون فيها درجة الجودة فوق المتوسط.
- ثم تليها بعد ذلك الجودة العالية (HD) التي تستخدم في غالبية أعمال المونتاج.
- وبعد ذلك تأتي الجودة الفائقة (4K – Ultra) التي ظهرت حديثا.
- إلى جانب الجودة ما فوق الفائقة (5K) التي تمثل عتبة درجات الجودة حاليا.
المهارة الخامسة: احتراف برامج المونتاج وكيفية التعامل معها
وهذه تقريبا تعتبر المهارة الأكثر عمليةً في مجال المونتاج وهي احتراف برامج المونتاج وإتقان جميع التقنيات الخاصة بها.
وبالتأكيد يجب على المونتير أن يكون مرنا في التعامل مع هذه البرامج مسبقا، إذ أنه خلال عملية المونتاج يجب أن يكون ملما بما فيه الكفاية بأساسيات هذه للبرامج لمزاولة هذه العملية بالقدر الكافي من الاحترافية العالية.
وعلى ذكر برامج المونتاج فهناك العديد والعديد من الأمثلة عن البرامج العالمية التي يتم اعتمادها للمونتاج.
ومن اهم تلك البرامج Adobe Premiere الذي يعتبر الرقم 1 عالميا في القيام بالمونتاج بشهادة الجميع، حيث يتميز هذا البرنامج بتوافره على كل ما قد يحتاجه المونتير المحترف لإخراج مونتاج منظم ومنسق بشكل جيد.
وإذا أردت البدء في مجال المونتاج، فننصحك باختيار هذا البرنامج! فرغم أنه ليس مجانيا إلا أن لديه مميزات تغنيه عن التعريف.
المهارة السادسة: المرونة في إضافة المؤثرات الصوتية والسمعية والبصرية اللازمة
في بداية عهد المونتاج، لم تكن هناك مؤثرات من أي نوع ولم يكن المونتير مجبرا أبدا على وضع شيء غير موجود أصلا (المؤثرات).
فكل ما كان المونتير يفعله وقتها هو دمج اللقطات ومحاولة ترتيب الأحداث، لكن الآن الأمر مختلف كليا! فمع التطور التكنولوجي الذي شهده مجال المونتاج، أصبح المونتير مجبرا تماما على البحث والتنقيب عن المؤثرات اللازمة والمناسبة للمونتاج الذي يشتغل عليه.
لهذا في النهاية فإن المونتير المحترف يحتاج أن يكون لديه حس إبداعي، وهذا كي يعرف الإضافات المناسبة التي ستضفي على المونتاج الخاص به القدر الكافي من الجمالية. وهنا يجب التركيز على مشاعر المشاهد، ومحاولة إثارتها قدر الإمكان باستخدام تلك المؤثرات. لأنه كلما استثار المونتاج مشاعر المشاهد، كلما جعل ذلك عمله أكثر نجاحا.
كان هذا اهم ماتحتاج الي معرفته عن وظيفة المونتير والفرق بينه وبين المونتاج.
0 تعليق