هل تخصص الترجمة له مستقبل؟
يعتبر تخصص الترجمة من التخصصات التي يوجد عليها طلب كبير في سوق العمل، وبالتأكيد على مواقع الفريلانس.
فمع تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصالات توسعت نطاقات العمل في عصرنا الحالي، بما في ذلك العمل بالترجمة…
ولكن ماذا عن المستقبل؟
سنتعرف من خلال المقالة عن مستقبل تخصص الترجمة، وهل سوف يستمر في الازدهار على المدى البعيد؟
والآن دعنا ننتقل ونجيب بكل وضوح عن…
هل تخصص الترجمة له مستقبل؟
الإجابة بكل بساطة هي أن لتخصص الترجمة مستقبل في سوق العمل، ومازال بالفعل يوفر دخل قوي للكثير من الفري لانسر والذين يبيعون خدماتهم في الترجمة على الإنترنت.
كما ترى بالصورة التالية، فخدمات الترجمة مطلوبة بشكل كبير على موقع Fiverr:
قمت بالفعل بمتابعة التقييمات للخدمة، ووجدت 3 تقييمات تم إضافتها اليوم.
وهذا يعني بالتأكيد أن عمل المترجم البشري مستمر.
مع مرور الوقت يزداد الطلب على المترجمين وذلك أمر منطقي لتوسع نطاقات التواصل بين الشعوب.
حيث تختلف لغات العالم منذ الأزل، فمن المستحيل أن تموت مهنة الترجمة، خصوصًا مع هذا التقدم التقني والتواصل الفعال بين المجتمعات، تزداد الحاجة للترجمة.
في الواقع أغلب مجالات العمل والتعلم أيضًا سواءً بالجامعات أو بالمدارس يدخل مجال بالترجمة فيها.
فمثلًا…
الشركات لم تعد تكتفي بتسويق منتجاتها والترويج لها في سوق واحد أو منطقة بمفردها، بل صارت تسعى لتوسيع نطاق أعمالها في الكثير من البلدان، ولذلك سيستمر الحاجة إلى مترجمين في المستقبل لمساعدة الشركات في تسويق خدماتها في دول أخرى.
ولكن…
على الرغم من أن التطور التقني يساهم في زيادة وسائل العمل، إلا أنه سلاح ذو حدّين،
ما أعنيه بالضبط أن:
- التكنولوجيا فتحت أمام المترجمين أبواب لطرق عمل جديدة كالفريلانس.
- ولكن من جهة أخرى أصبحت تنافس عملهم مثل الذكاء الإصطناعي.
أي أن التطور أصبح يفرض على الإنسان الدفاع عن إنسانيته وإثبات تميزه أمام الآلة.
ببساطة الذكاء الإصطناعي أصبح يشكل خطر على أغلب مجالات العمل، على رأسها مجالات العمل على الانترنت إن كنت تقصد العمل بالترجمة عن بعد.
دعني أشرح لك الأمر بشكل أوضح…
هل تخصص الترجمة له مستقبل في ظل وجود الذكاء الإصطناعي؟
على الرغم من أن الذكاء الإصطناعي وفر العديد من التسهيلات، إلا أنه أثر على عمل المترجم…
عندما ظهر الذكاء الإصطناعي أثبت نفسه بأنه يستطيع محاكاة السلوك البشري والقيام بالمهام المعقدة التي تتطلب الذكاء.
و مجال الترجمة من ضمن المجالات التي كان لها نصيب في تأثير الذكاء الاصطناعي.
ما حدث بالضبط أنه عندما ظهر الذكاء الإصطناعي لم يعد الجميع يفضل استخدام الترجمة اليدوية في ظل وجود الذكاء الإصطناعي!
ذلك لأن الذكاء الآلي يعتبر أكثر دقة وثقة وموضوعية، ونسبة الأخطاء التي قد يرتكبها أقل بكثير من من نسبة الأخطاء التي قد يرتكبها البشر وسط إمكانياتهم المحدودة أمام تطور الآلة!
تعرف على: أهم مجالات الذكاء الاصطناعي في الفترة الحالية
والآن لنتحدث بصراحة…
أيهما أفضل الترجمة البشرية أم الاستعانة بالذكاء الإصطناعي؟
إن كنت تريد رأيِّ ورأي المترجمين والعملاء فعلى الرغم من أن الذكاء الإصطناعي يوفر الجهد والوقت والدقة وبدون تكاليف، إلا أن الترجمة البشرية لا تزال تتفوق على عمل الذكاء الإصطناعي أو وسائل الترجمة الأخرى.
ففي العمل لا يمكن الإستغناء عن المترجم البشري.
المترجم البشري يعمل على أساس تحسين جودة الترجمة وضمان الدقة المُلائمة للنص للجمهور المستهدف، والجمهور بالطبع بشري.
لذلك…
مهما كانت التقنية متطورة فلا يمكن أن يحدث توافق بين نظرة البشر وإدراكهم وطريقة الآلة في إيصال المعلومة، وهي على أي حال تبقى محدودة الإبداع.
هذه السِّمة التي لا يمتلكها أحد سوى البشر!
والترجمة تعتمد بشكل رئيسي على عنصر الإبداع والإبتكار وتحتاج لإطلاق عنان خيال المترجم من أجل تقديم مشروع محتوى فريد بعيد عن النمطية!
تأثير الذكاء الإصطناعي على عمل المترجم:
فضلًا عن ما سبق، وبصراحة مطلقة…
دعني أسألك…
إن كان أمامك خيارين
الأول أن يُنجز عملك من قبل أيادي بشرية محكومة بتطور محدود وتدفع مقابل هذه الخدمة.
والثاني أن تستعين بأداة أكثر سرعة ودقة وكفاءة وبدون أن تدفع حتى…
أيهما تختار؟
بالطبع ستختار الآلة!
هذا تمامًا ما حصل…
ولكن مع ذلك لم يؤيد الجميع استخدام الآلة خصوصًا في ما يدعى بالترجمة، فالترجمة تستند على أساس استبدال الكلمات من لغة إلى لغة أخرى.
وما توفره الآلة بالضبط هو مجرد إنجاز للعمل بشكل جامد، هذا يفتقر للمعرفة السياقية والاصطلاحية، هذه الميزة لا يوفرها سوى البشر، لذلك يميل المعظم للترجمة البشرية.
قد يعجبك أيضاً: الربح من الترجمة بدون خبرة
ما هي مخاوف المترجم في زمن الذكاء الإصطناعي؟
لسنوات عديدة كان عمل المترجم يتفوق على العديد من المجالات لأهميته، خصوصًا الترجمة من اللغة الإنجليزية للعربية، سواءً الترجمة الصوتية أو المكتوبة.
ولكن ذلك كان قبل دخول برامج الترجمة الألية الساحة ومنافستها أعمال المترجم البشري في سوق العمل.
إن أمعنت النظر أغلب المترجمين يواجهون مخاوف حيال أخذ الترجمة الآلية مطرح المُترجم البشري.
لا يمكنني لومهم بصراحة…
في الواقع عندما بحثت عن الموضوع أكثر لاحظت الجدل الكبير على عمل المترجمين البريطانين في زمن الذكاء الإصطناعي، والمخاوف التي يعيشها المُترجم اليوم!
الترجمة في بريطانيا:
وفقًا لـ موقع الجزيرة بريطانيا تعتبر ثاني أكبر سوق ترجمة بالعالم، بسبب التنوع الثقافي ووجود حوالي 300 لغة ولهجة مختلفة فيها.
ومن البديهي أن تعرف أن أحد أهم مرتكزات عمل الترجمة هو اختلاف اللهجات في العالم!
هذا ما يرفع نسبة الطلب على الترجمة…
وتعتبر صناعة الترجمة في بريطانيا محركًا للاقتصاد ومصدر دخل الكثير من البريطانين رغم حركة الإحتكار التي يعيشونها.
فالذكاء الإصطناعي شكل منافسة شرسة مع المترجمين، ولكن المنافسة لم تكن في بريطانيا فحسب بل في مختلف بلدان العالم.
لذلك نلاحظ اليوم آلاف المترجمين أمام احتمالية إنتهاء عملهم.
الخلاصة…
الذكاء الإصطناعي ينافس عمل المترجمين البشريين، شيئًا فشيئًا يتم الإستغناء عن عمل المترجم ويتجه العملاء للترجمة الآلية لأنها أسهل وأسرع وأكثر دقة.
في السابق كان لتخصص الترجمة مستقبل جيد، ولكن اليوم في زمن التكنولوجيا والسرعة أصبحت الشركات أو العملاء يبحثون عن السُبيل الأسرع والأرخص، وهذا تمامًا ما وفره الذكاء الإصطناعي.
0 تعليق